الأحد، 19 مايو 2013

الشجرة الوحيدة




في الخالي عديم اللون،
مأساوي التضاريس..
في الهمّ البدويّ الجاف
العَطِش
يُزهر صوتك
في الذاكرات العجاف
مثل شجرة وحيدة
من التفّاح الأحمرِ.



حياة الملائكة



أعرف ملائكةً كثيرة
لا تعيش في بلاد الثلج

أعرف قصصًا كثيرة
عن ملائكة في حياةٍ أخرى
كنت سأحفرها؛

لو طالت مخالبي
لو طارَت رُفاتي
لو طابت لياليَّ بأغنيةٍ؛

حالكة السطوة
حالمة النوم
حليمة الندم



السنجاب



الأسف- سنجابٌ خفيف
يُقفز القلب إن رأيته
يمرّ، ويقطع الشارعَ
وسط زحام المدينة
في خريفٍ مصبوغ
بثقل المناطق الصناعيّة.

يختفي السنجاب
بلمح البصيرة وخُبث الرواية.

وتبقى ثقيلة
شاحنات المدينة
وتبقى ثقيلة
مطرقات الخريف.



الواحة



واحات من الفنادق
تضيء هذه الصحراء القديمة.
سكرةٌ صاخبة بين البار والكازينو
تطمس تعبَ العاملين:
اولائك المبتسمين لعرب إسرائيل
اولائك العابسين لعرب إسرائيل
اولائك الذين لا تعنيهم رغبة عرب إسرائيل
في أن يبتسم العالم بحسبهم، ويعبس.


حرق الويسكي في الحنجرة
تبدد القصص الكثيرة
عن الديار والخطيبة
حرقة الويسكي في الحنجرة
تُعقد من القصص الكثيرة
عن المساكن والخطيئة.


هذا الصخب الحار
يفرش النخيل على أكثر من هاوية
فنمشي
على الجمر نمشي
وعلى الجمر نقلّب الأنتريكوت؛
وعلى القهر نفرح ونفرح ونفرح.


هذه النشوة وليدة انتظار بدوي
هذه النشوة اجهاض انتظار بدوي


هذه اللحظات الفقيرة
كانت في انتظارك
هذه الغرفة المهذبة
بنت الأصول
تنتظر لحمك
هذا المغيب الحار
ينتظر خطوتك.

والحزن صحراء قديمة
وصخب الليالي الملاح؛
واحات من الفنادق اللعينة
تخبئ الشوق إليك
أو لمعاني الحياة...



موت عقلاني



تموتُ القصيدة
إن تنام في حضن قصدٍ
غير حبيبها الأوّل.

تموت القصيدة إن تكبر
وتجتاز الطفولة.

تموت القصيدة إذا ما ضاقت عليها مراهقة
إذا ما نضجت
لتعرف العقل وتحسب
الربحَ والخسارة. 



النشيد



لأكثر من وطنٍ
لا يُرتل نشيد.

خذي النشاز وخبّئيه
وخذي نهارًا واحدًا بعد مماتي
وراقبي إذا ما رفعت المشيّعات
نغمًا شبيهًا بالمخبّأ.

قد تخرجين من الجنازة باكرًا
لتناول الغداء مع أولادك في كلاماريس
ولن تسرّي لزوجك بأن امرأة أخرى
تملك نفس سرَّكِ.

وقد تغيب المشيّعات،
ولن يشهر أحدٌ أيّا من
أسرارنا الموزونة.
فتتممين الدفن صمتًا
وتُتمتمين السرّ بحرًا في قصيدة
وجدت في الموت معنىً.

ينهال التراب كلّه
عليّ وعليّ
يتهافت وطن اللهفة..

وفوقي، في
قطرة الضوء الأخيرة، أنتِ...
وضحكةٌ تُعيد:
وهل لأكثر من وطن، يُرتل النشيد؟